قصتنا مع الروم (الغرب الظلوم)
سَاكِنَ الْوَجْدِ لَا عُدِمْتَ خَيَالاً طَارِقًا يَمْلَأُ الْفَضَاءِ اخْتِيَالًا يَتَبَدَّى إِذَا غَفَى الشَّوْقُ بَدْرًا فَإِذَا رَاعَهُ تَبَدَّى هِلَالًا يَتَهَادَى وَالْلَيْلُ دَاجٍ بَهَيْمٌ وَنُجُوْمُ السَّمَـاءِ تَزْهُوْ دَلَالًا مَا عَلَى مَنْ أَثَارَهُ ذِكْرُ لَيْلَى أَنْ رَأَى طَيْفَهَا فَأَوْدَى اعْتِلَالًا وَفُؤَادٌ وَقُوْدُهُ ذِكْرُ لَيْلَى أَيَرَاها وَلَا يَهِيْجُ اشْتِعَالًا مَا عَزَاءُ الْغَرِيْبِ إِلَّا شَذَاهَا كُلَّمَـا هَبَّتِ الرِّيَاحُ شَمَـالًا أَوْ خَيَالاً تَحفُّهُ فِيْ سُرَاهُ هَالَةٌ مِنْ بَهَائِهَا تَتَلَالَا جَمَدَت عَيْنَهُ زَمَانًا فَلَمَّا لَاحَ بَرْقٌ بِمَهْيَعِ الدَّمْعِ سَالَا هي يَا صَاحِبَيَّ لِلرُّوْحِ رُوْحٌ كَيْفَ أُخْفِيْ عَنْ سَاكِنِ الْبَالِ بَالَا كُلَّمَا عَارَضَتْ مَخَائِلُ لُقْيًا صَاحَ دَاعِي الْفِرَاقِ شُدُّوا الرِّحَالَا سَلْ وَلَا تَسْأَمِ السُّؤَالَ شُخُوصًا مِنْ بَعِيدٍ إِخَالُـهَا أَطْلَالًا هَل أطلَّتْ مَعَ النَّجَائِبِ لَيْلَى أَمْ بَرَاهَا النَّوَى وَغَاضَتْ ملَالًا مَا سَلَوْنَا الْـهَوَى وَلِلْيَأْسِ شَوْبٌ كَيْفَ نَسْلُوهُ حِينَ سَالَ زُلَالًا نَاشِدَاهَا يَا صَاحِبَيَّ زَمَانًا كَانَ فِيهِ الْغَرَامُ دَوْرًا سِجَالًا نَاشِدَاهَا وَالْعَهْدُ أَوْثَقُ وَصْلٍ كَيْفَ تَنْسَى بَعْدَ الْعُهُودِ الْوِصَالَا وَاسْأَلَاهَا شَهَادَةً جَحَدَتْنَا حَقَّهَا الرُّومُ وَالْلَيَالِي حُبَالَى أَنْكَرَتْنَا وَالسَّعْدُ يُظْعِنُ عَنَّا فَأَنَاخَتْ بِجَوْرِهَا الْأَثْقَالَا أَوْقَفَتْنَا فِيْ مَوْقِفِ الْعَارِ حَتَّى غَابَ مِنَّا الرَّجَا وَذُبْنَا رِجَالَا نَسَبَتْنَا لِكُلِّ جَهْلٍ وَظُلْمٍ وَهْيَ كَالرَّقْطِ رَوْغَةً وَانْسِلَالًا وَتَنَاسَتْ أَنْ الزَّمَانَ سِجَالٌ وَقِصَاصًا جَرَى الْقَضَاءُ وَدَالَا نَحْنُ فِيْ الْعِلْمِ أُمَّةُ الْعِلْمِ حَقًّا حَسْبُكَ الْـجَهْلُ سَوْأَةً وَضَلَالًا أَفَمَنْ أَحْرَقَ الْـمُعَلِّمَ حَيًّا مثْلُ مَنْ فَاقَ فِيْ الْعُلُومِ وَغَالَى أَوَمَنْ كَانَ فِيْ الْـخُرَافَةِ غِرًّا مثْلُ مَنْ أَبْلَغَ الْعُقُولَ الْكَمَـالَا نَحْنُ فِيْ الْـحَرْبِ أُمَّةُ الحَرْبِ حقًّا وَاسْتَمَدَّتْ مِنَّا الشُّعُوبُ النِضَالَا كَمْ رَكِبْنَا إِلَى الْوَغَى ضَامِرَاتٍ وَعِتَاقًا تَرَى الْـحَرَامَ حَلَالًا فَاسْتَبَحْنَا رُبُوعَهُمْ وَبَنَيْنَا مِنْ رُؤُوسِ الْعُلُوجِ فِيْهَا تِلَالًا كَمْ أَنَخْنَا مِنَ السَّفَائِنِ شُمًّا يَتَبَارَيْنَ فِيْ الْبِحَارِ جِبَالًا فَإِذَا أَرْخَتِ الرِّيَاحُ خَشَعْنَا وَإِذَا أَرْعَدَتْ ضَرَعْنَا ابْتِهَالًا زَادُنَا الذِّكْرُ وَالْـمَرَامُ بَعِيْدٌ نَتَخَطَّى الْأَبْعَادَ حَالاً فَحَالًا نَطْلُبُ الرُّومَ وَالشَّهَادَةُ تَاجٌ عَزَّ مَنْ رَامَهُ وَأَعْلَى الْـمَنَالَا أَيُّ يَوْمٍ عَنِ النِّـزَالِ نَكَلْنَا أَوَلَسْنَا الْأُلَى عَشِقْنَا النِّـزَالَا كَمْ شَكَتْنَا لِأَهْلِهَا سَابِغَاتٌ صَدَّعَتْهَا السُّيُوفُ بِيْضًا صِقَالًا وَاشْتَكَتْ بَأْسَنَا حُصُونٌ شِدَادٌ زَلْزَلَتْ رُكْنَهَا الْكُمَـاةُ فَزَالَا كَمْ سَمَوْنَا إِلَى الْـمَسَاجِدِ لَيْلًا فَكَسَوْنَا جَلَالَـهُنَّ جَلَالًا وَعَزَفْنَا عَنِ الْـمَضَاجِعِ شَوْقًا لِلَّذِي أَبْدَعَ الْوُجُودَ تَعَالَى وَقَنَتْنَا وَالنَّجْمُ يَسْطَعُ خَفْقًا فَاكْتَسَبْنَا مَهَابَةً وَجَـمَـالًا شَأْنُنَا الْعَدْلُ لَا نَخِيْسُ ذِمَامًا أَوْ نُوَرِّي عَنِ الصَّوَابِ مَقَالًا دِينُنُا الْصِّدْقُ مَا هَتَكْنَا جِوَارًا أَوْ بَخَسْنَا مِنَ الْـخِلَالِ خِلَالًا لَا نُحَابِيْ عَلَى الْقَرَابَةِ ظُلْمًـا لَا وَلَا نَمْنَعُ الْـحُقُوقَ عِقَالًا أَيْنَ مَنْ يَبْذُلُ الْـمَكَارِمُ دِيْنًا مِنْ كَفُورِ يَرْعَى الْـحُقُوقَ افْتِعَالًا خِسَّةُ الرُّومِ فِيْ الْـمَطَالِبِ دَوْمًا أَوْرَثَتْهُمْ تَطَاحُنًا وَاقْتِتَالًا لَا يَرَوْنَ الْوَفَاءَ إِلَّا هَوَانًا لَا يَرَوْنَ الْـحَيَاةَ إِلَّا قِتَالًا جَاهِلِيُّونَ فِيْ التَّعَصُّبِ سُودٌ فِيْ الدِّعَايَاتِ يَفْتَرُونَ الْـمُحَالَا كَيْفَ يُرْجَى مِيْزَانُ قِسْطٍ لِقَوْمٍ حِيْنَ تَهْتَـزُّ كِفَّتَاهُ اخْتِلَالًا أَيُّ شَيْءٍ مِنَ الْـمَعَايِـيرِ يَبْقَى وَهْوَ إِنْ مَالَتْ الْـمَنَافِعُ مَالَا إِنْ يَـزِنْ بَاطِلَ اليَهُودِ تَـمَطَّى وَتَدَاعَى رَزَانَةً وَاحْتِمَالًا وَإِذَا أَوْدَعُوا لَنَا فِيْهِ حَقًّا ثَاقِلَ الْـحِمْلِ طَاشَ جَوْرًا وَشَالَا نَحْنُ كَهْفُ الْإِرْهَابِ مَهْمَا ابْتُلِيْنَا حَقُّنَا دَائِمًـا يَؤُولُ حَلَالًا وَجُنُودُ الدَّجَّالِ أَصْحَابُ حَقٍّ وَحِمَارُ الدَّجَّالِ أَضْحَى غَزَالًا وَالقَرَارَاتُ يَـزْعُمُ الْقَوْمُ شَرْعٌ وَاحْتِجَاجَاتُنَا لَـهُمْ تَتَوَالَى مَجْلِسَ الْأَمْنِ مَا كَفَاكَ نِفَاقًا مَجْلِسَ الْأَمْنِ مَا كَفَاكَ خَبَالًا هَلْ تَظُنُّ الشُّعُوبَ أَسْرَابَ طَيْرٍ أَوْ تَرَاهَا مِنَ الشِّيَاهِ سِخَالًا سَأَمَ النَّاسُ مِنْ دَعَاوَاكَ هَلاَّ صُغْتَ شَيْئًا مِنَ الدَّعَاوَى فِعَالًا قَاتَلَ اللهُ مَعْشَرًا ضَلَّلُونَا زَعَمُوهَا شَرْعِيَّةً وَاعْتِدَالًا أَيُّ سِلْمٍ أَيُّ اعْتِدَالٍ أَرَدْتُمْ أَرُكُونًا إِلَى الْعِدَا وَامْتِثَالًا أَيُّ شَرْعِيَّةٍ لِـحُكْمِ كَلِيْلٍ لَـمْ يَـِزدْهُ الصَّرِيخُ إِلَّا كَلَالًا يَلْبَسُ الْـمُعْتَدِي ثِيَابَ بَرِيءٍ مِنْ سُدَاهُ مَهْمَا أَبَادَ وَغَالَا وَيَرَانَا ونَحْنُ أَشْلَاءَ غَدْرٍ فَيُرِينَا شَمَـاتَةً وَاخْتِيَالًا إِنْ يَكُنْ حَالُنَا إِلَى الذُّلِّ أَفْضَى فَلعَمْرِي لَا نَرْتَضِي الذُّلَّ حَالَا وَلَعَمْرِي لَوْلَا ذُنُوبٌ رَكِبْنَا مَا بَغَى مُجْرِمٌ عَلَيْنَا وَصَالَا غَيْرَ أَنَّا عَنِ الصِّرَاطِ انْحَرَفْنَا فَشَرِبْنَا الْـهَوَانَ مُرًّا نَكَالًا نَحْنُ أَهْلُ التَّوْحِيْدِ فِيْمَا زَعَمْنَا فَلِمَاذَا إِذَنْ عَبَدْنَا الرِّيَالَا وَكَفَرْنَا بِشِرْكِ لَاتٍ وَعُزَّى وَعَبَدْنَا مِنَ النُّصُوبِ رِجَالًا فَتَعَالَى عَنْ شُبْهَةِ الظُّلْمِ رَبِّيْ حِيْنَ وَلَّى أُمُورَنَا الْأَنْذَالَا وَقُصَارَى مَا تَدَّعِي الرُّومُ فِيْنَا لَا يُدَانِي مَا نَتَّقِيْهِ مَآلًا نَحْنُ مَا قَالَتِ الْأَعَادِيْ فَإِنَّا مَا تَرَكْنَا لِذِيْ وِدَادٍ مَقَالًا